الصراع بين الإنسان والشيطان: بداياته وتطوراته

بدايات الصراع بين الإنسان والشيطان وتطوراته

إلى يوم القيامة، لا يزال البشر يتعامل مع تك التحديات والصراعات التي ظهرت منذ بداية تاريخ البشرية. صراع يعد واحدًا من أكبر تلك التحديات، حيث يجتمع الإنسان والشيطان في حلبة المعركة. إنه صراع يتعمّق في الجوانب الأكثر أساسية للإستيعاب البشري، من التفكير والعقيدة إلى السلوك والقيم.

بدايات الصراع بين الإنسان والشيطان وتطوراته

في هذا المموضوع، سوف نستكشف بدايات هذا الصراع القديم والمستمر، كما سنتعرّف على أولى المعارك بين الإنسان والشيطان في الجنة - لحظة حاسمة في تاريخ البشرية. فهل تساءلت يومًا كيف بدأ الصراع بين الخير والشر؟ هل تعتقد أن الجنة كانت مكانًا خاليًا من الصراع والتحدي.

سنستكشف هذه اللحظة المثيرة في تاريخ الإنسانية ونحاول فهم الأحداث التي أدت إلى ظهور أولى المعارك بين الإنسان والشيطان في الجنة. ستكتشف كيف يلاحق الشيطان البشر في محاولة لإغواءهم وإلحاق الضرر بهم وصدّهم عن سبيل الله، في حين أن الإنسان يجد نفسه في حالة من الضعف والتردد. تابع القراءة لاستكشاف هذه اللحظة المثيرة من الصراع بين الإنسان والشيطان: بداياته وتطوراته، الصراع الأبدي بين الخير والشر في الجنة.

ما هي قصة الجن وما حقيقتهم؟

قصة الجن الذين يعيشون على هذه الأرض معنا، ما قصتهم؟ وما حقيقتهم؟ خلق الله عزّ وجلّ الجن قبل الإنس بآلاف السنين. وإذ خلق الإنس من طين فقد خلق الجِن من نار وكانوا يعيشون على هذه الأرض قبل الإنس بآلاف السنين، الله أعلم كم سنة؟ لكنهم كانوا في الأرض يفسدون فيها مع أن الله عزّ وجلّ ما خلق الإنس والجن إلا لعبادته؛

آية قرآنية
﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾

 لكن الجن وللأسف أفسدوا في الأرض فلم ينشروا فيها إلا الفساد حتى ظنّت الملائكة لمّا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق الإنس أنهم سيكونون كالجن يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.

آية قرآنية
﴿ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ۖ قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ۖ قال إني أعلم ما لا تعلمون ﴾.

أفسدت الجن في الأرض سنوات وسنوات طويلة فأرسل الله عزّ وجلّ إليهم الملائكة تعذبهم. كلما أفسدوا كلما أُرسلت إليهم الملائكة تعذّبهم حتى أبعدتهم الملائكة إلى الجزر يعيشون فيها، حيث حبستهم في جزر لا يقتربون من الأرض حتى لا يدمر الجن الأرض ومن فيها ومن عليها، من الحيوانات والكائنات الأخرى، حيث لم تدعها الجن تعيش لوحدها فأسفكت الدماء وأفسدت في الأرض.

كان من الجن جنّي يعبد الله عزّ وجلّ ولم يكن كغيره من الجن، كانت له مكانة ولم يفسد كما أفسد أقرانه من الجن. وهذا الجنّي إسمه ابليس، لكرامته وحسن عبادته لله ولتقواه، رفعه الله عزّ وجلّ وجعله في السماء مع الملائكة، لأنه كان عابدًا صالحًا في بداية الأمر فعاش في الملأ الأعلى مع ملائكة السماء.

ظل إبليس زمنًا طويلًا في السماء، حتى جاء اليوم الذي خلق الله عز وجل فيه سيدنا آدم. فقد خلق الله آدم عليه السلام بيده من تراب الأرض، حيث أمر أحد الملائكة أن يأخذ قبضة من تراب الأرض، وخلق منها بيده جلّ وعلا آدم عليه السلام.

خلق آدم وبداية الصراع مع الشيطان

لما تشكّل جسم آدم ومازال لم يُنفخ فيه الروح بعد، جاء ابليس الذي يعيش مع الملائكة في السماء عند هذا المخلوق الجديد فحسده واغتاظ منه، لأنه كان مكرّم معزّز فخاف أن يأتي مخلوق فيأخذ مكانه. 

هنا رجع ابليس الى طبيعة الجن مرة أخرى مع أن الله عزّ وجلّ أكرمه ورفعه لكن لا نفع فيه، فإذا بإبليس يحوم حول هذا المخلوق الجديد -جسم سيدنا آدم- يدخل منخره وجوفه ويخرج منه ثم يدخل داخل جسد سيدنا آدم ويخرج منه مرة أخرى ويقول: إنك أجوف ولئن سُلّطتُ عليك لأهلكنّك. وكان يقول للملائكة: لا عليكم منه لإن تسلّطت عليه لأهلكنّه.

ملاحظة
كما نعرف أن الملائكة لا تعصي الله عزّ وجلّ ولا تفكر بسوء، لكن ابليس بدأ يرجع لطبيعته الخبيثة مرة أخرى.

خلق الله عزّ وجلّ آدم ونفخ فيه الروح، فعطس آدم وعلّمه الله عزّ وجلّ من العلم. وأمر الله الملائكة أن تسجد لآدم وكان بينهم ابليس، الذي كان يتعبّد الله كالملائكة في السماء، فلما أمر الله عزّ وجلّ الملائكة أن يسجدوا، سجدت الملائكة وظل ابليس قائما.

آية قرآنية
﴿ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ﴾

أمر الله عزّ وجلّ إبليس أن يسجد لآدم لكن هذا الأخير أبى واستكبر بتِعلّة أنه خير من سيدنا آدم، حيث خلقه الله إبليس من نار وخلق عزّ وجلّ آدم من طين، أي أن أصل خلق إبليس أفضل من أصل خلق آدم عليه السلام!

آية قرآنية
﴿ قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ۖ قال أنا۠ خير منه خلقتنى من نارۢ وخلقتهۥ من طينۢ ﴾

ومن اعترض على الله عزّ وجلّ كإعتراض ابليس فقد كفر. فهذا هوالإستكبار ولهذا يسمّى هذا الكفر بكُفر ابليس، فلعنه الله عزّ وجلّ وطرده من الجنة. هنا طلب ابليس من ربه أن يُنظره إلى يوم يبعثون أي إلى يوم القيامة. 

أسكن الله آدم عليه السلام الجنة، وخلق من ضلعه حواء زوجته. فعاش آدم وحواء أجمل حياة في الجنة. في ذك الوقت كان ابليس مطرودا والملائكة تمنعه من دخول الجنة التي طرد منها. إذن، ماذا يفعل؟

كان هناك حيوان يدخل ويخرج من الجنة. وهذا الحيوان هو الثعبان أو الحية، يروى أن ابليس طلب من الحية أن يدخل إلى جوفها، فتدخل إلى الجنة ويدخل معها. وفعلا فعلت الحية ما أراد وأدخلت ابليس إلى الجنة مرة أخرى. والله يعلم لكن الله عزّ وجلّ أراد أن يختبر سيدنا آدم وزوجته.

دخل ابليس إلى الجنة وظل فيها سنين يوسوس لآدم لكي يخرجه من الجنة مثل ما أُخرج هو منها. وهذه بداية العداوة الأولى، فلولا ابليس وشياطينه لكنّا الآن في الجنة. -نسأل الله وإيّاكم الفردوس الأعلى من الجنّة-.

أخذ إبليس يوسوس لآدم وحواء ويحرّضهما على الأكل من الشجرة التي منعها وحرّمها الله عليهما في الجنة. بتِعِلّة أن الله ما منعهما وما نهاهما عن الشجرة إلا أن يكونا ملكين. ويخلدا في الجنة ملكيْن.

إلى ذلك الحين لم يرضى آدم، ولا زال وراءه ابليس سنوات وسنوات -يقولون- بدأت حواء تستجيب له أكثر من آدم أي أنها استجابت قبل آدم عليه السلام. حتى جاء اليوم الذي أقسم له بالله العظيم، فلما أقسم بالله ظن آدم أنه لا أحد يقسم بالله كاذبا فاستجاب عليه السلام وحواء وذهبا وأكلا من تلك الشجرة.

لما أكلا بدت السوءات وطفقا يخصفان ويغطيان العورات في تلك الجنة، وابليس فرحان لما فعل. وندم آدم على فعلته وعصيانه لله، لكن الله عزّ وجلّ أخرج آدم وحواء من الجنة وأنزلهما إلى الأرض ومعهما ابليس.

آية قرآنية
﴿ قلنا اهبطوا منها جميعا ۖ فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾

أُنزل سيدنا آدم وحواء -ولاننسى الشيطان هو الآخر- إلى الأرض لتبدأ العداوة مرة أخرى بين الجن والإنس في الأرض. ماذا حصل؟ وماذا حدث؟ وماذا فعل ابليس؟ الذي أعطاه الله عزّ وجلّ مُهلة إلى يوم القيامة يعيش، وله ذرية وجُند كلهم لحرب آدم وذريته وصدهم عن سبيل الله عزّ وجلّ.

ماذا يفعل الشيطان؟ وأين مكان ابليس الآن؟ وما حقيقه الصراع بين الجن وبين الإنس؟ وهل رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشياطين؟ وهل هناك حوادث بينه وبين الجن؟ وهل كل الجن شياطين لابليس وخدم له أم هناك جزء من الجن لا علاقه لهم بابليس؟

الفائدة من الموضوع

الموضوع يتناول صراعًا أساسيًا بين الإنسان والشيطان، بدءًا من اللحظة الحاسمة في تاريخ البشرية عندما حدثت المعركة الأولى في الجنة. يهدف الموضوع إلى استكشاف جذور هذا الصراع وتطوراته على مر الزمن. يُثار الاستفسار حول كيف بدأ هذا الصراع بين الخير والشر، وهل كانت الجنة بيئة خالية من الصراعات والتحديات.

يتعمق الموضوع في اللحظة الفارقة في تاريخ الإنسانية، ويحاول فهم الأحداث التي أدت إلى نشوء المعارك الأولى بين الإنسان والشيطان في الجنة. يستعرض كيف يحاول الشيطان مطاردة البشر وإغوائهم، سعيًا لإلحاق الأذى بهم وإبعادهم عن سبيل الله، في حين يجد الإنسان نفسه في حالة من الضعف والتردد.

عزيزنا القارئ، نأمل أن تكمل قراءة محتوى مواضيعنا لاستكشاف هذه اللحظة المثيرة في صراع أبدي بين الخير والشر في الجنة، مما يسلط الضوء على تأثير هذا الصراع على مسار البشرية وتطور علاقة الصراع بين الإنسان والشيطان.


◈֍◈
نرجو أن تكونوا قد استمتعتم بالموضوع

📖 المـراجـع:

1. المصدر : القرآن: [الذاريات: 56].

2. المصدر القرآن: [سورة البقرة: 30].

3. المصدر القرآن: [سورة الأعراف: 11].

4. المصدر القرآن: [سورة الأعراف: 12].

5. المصدر : القرآن: [سورة البقرة : 38].

6. المصدر : الرواية عن لسان اشيخ نبيل العوضي [اليوتوب]. -بتصرف-.